أما أحمد (29 عاماً) فيقول وبدون أي خجل:"أنا متخصص في الزواج من عجائز أوروبا، ولِمَ لا، وهن يدفعن لي بالدولار واليورو مبالغ لم تحققها لي أسرتي ولا شهادتي الجامعية؟ والسبب الذي دفعني لهذا أني حاصل على ليسانس حقوق، وبالطبع وقفت في طابور العاطلين حتى ضاقت بي الدنيا، فسافرت إلى الأقصر، وعملت في أحد الفنادق الكبرى، ومن هنا نصحني زملائي أن أبحث لي عن عجوز أوروبية كي أنعم بما ستعطيه لي من دولارات، وبالفعل أصبحت بالنسبة لي مهنة بجانب عملي في السياحة، وقمت بالتعرف على كثير من السيدات الأوروبيات اللاتي كنت أتزوج الواحدة منهن لفترة وبعدها أقوم بتطليقها بعد أن أكون قد حصدت ما أستطيع حصده، ومعظم زوجاتي كن في أعمار ما بين الخمسين والستين، والآن أنا متزوج من هولندية في الأربعين من عمرها"، وعندما سألته: هل ندمت على هذه الزيجات؟ قال بصراحة وجرأة:"لست نادماً على الإطلاق، بالعكس ندمت لأني لم أعمل في السياحة منذ تخرجي من الثانوية العامة، وانشغالي بالكلية التي لم أجن منها سوى شهادة الليسانس".
تذكرة عبور للغرب:
أما إبراهيم (33 عاماً) فيرى أن التعرّف على المسنات حقق له حلم حياته في السفر إلى القارة الأوروبية، ويقول:"ارتباطي بالزواج من امرأة أوروبية مسنة جعلني أحقق حلم حياتي في السفر إلى الغرب، وفي خلال خمس سنوات كنت قد حصلت على أوراق الإقامة الدائمة في بلدها الأوروبي، وأصبحت أعود لمصر وأسافر إلى أوروبا بكل سهولة، ولم أكن سأحقق هذا الحلم إلاّ بهذه الزيجة، وآجلاً أو عاجلاً سوف تنتهي هذه الزيجة التي اعتبرها مجرد تجربة ناجحة في حياتي".
طوق نجاة:
وبتوجّهنا للدكتور أحمد شاكر عبد الرحمن أستاذ في علم الاجتماع لتحليل هذه الظاهرة وتفسيرها أكد لنا أن معظم الشباب الذين يأتون إلى مدينة الغردقة أو شرم الشيخ أو أي مدينة سياحية يكون هدفهم الأساسي ليس العمل في مجال السياحة؛ ولكن البحث عن سيدة أجنبية للزواج، ولا يبالون بسن تلك السيدة، فهي تمثل البنك الذي يمدهم بالدولارات والعملات الأجنبية، ويقول د. عبد الرحمن:"فالعجوز الأوروبية بالنسبة لهؤلاء الشباب هي طوق النجاة الذي يحقق لهم جميع أحلامهم وطموحاتهم التي لم يستطيعوا تحقيقها منذ تخرجهم من الجامعة، وهي لا تطالبه بشبكة، ولا مهر، ولا أي متطلبات مادية، بل في سنة واحدة يحصل الشاب على مبالغ طائلة، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة، وأنا لا أعطي مسوغّات لهؤلاء الشاب، ولكني أحاول توضيح ما يفكرون به، فهذه الزيجات بالنسبة لهم - وإن كانت بالطبع غير متكافئة - إلاّ أنهم يرونها صفقة رابحة".