أخي المسلم: إن الإجازة جزء من عمرك وحياتك ترصد فيها الأعمال وتسجل الأقوال، وأعلم أنك موقوف للحساب بين يدي ذي العزة والجلال، فإن الدنيا دار اختبار وبلاء، قال:"لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ما له من أين اكتسبه وفيما أنفقه".. واستشعار ذلك عباد الله - يجعل للحياة قيمة أعلى ومعان أسمى من أن يحصر المرء همه في دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها أو منصب يطلبه أو رفاهية ينشدها أو مال يجمعه حتى إذا انتهى راح يطلب المغريات الكاذبة، كلا ليس الأمر كذلك فالله - عز وجل - يقول:"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، ويقول - سبحانه:"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون".. عباد الله: إن من الأمور التي تساهم وتساعد على استثمار الإجازة: العناية بالقران الكريم والاشتغال به حفظاً وتلاوةً وتعلماً وتعليماً قال:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه". فيا أخي المسلم إذا أخذت قسطك من النوم والراحة، وتنعمت بأنواع الطعام، وحققت شيئاً من السعادة، فلا تنس غذاء قلبك بقراءة القرآن طلباً للحسنى وزيادة، لا تبخل على كتاب الله بساعة من أربع وعشرين ساعة. - والسفر إلى بيت الله الحرام لأداء العمرة وزيارة مسجد رسول الله ، قال: (صلاة في مسجدي أفضلُ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجدَ الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضلُ من مائة ألف صلاة فيما سواه) رواه أحمد وابن ماجة وصححه الألباني. - وكذلك السفر في بر الوالدين وصلة الأرحام وزيارة العلماء والصالحين في الله - تعالى -وعيادة المرضى وإجابة دعوات الأفراح والمناسبات التي ليس فيها منكرات قال:"من لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم". - وكذلك السفر لأجل الدعوة إلى الله على علمٍ وهدىً وبصيرة قال - تعالى:"ومن أحسن قولاً ممن دعا على الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين"وقال:"فوالله لن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم"- ومن الأمور المعينة على استغلال الإجازة وشغل الفراغ وهذا نوصي به الناس بعامة والشباب بخاصة طلب العلم وتحصيله والسفر لأجله قال:"ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة"رواه مسلم. ولقد كان السلف يرحلون في طلب العلم والمعرفة فهذا ابن مسعود يقول: لو أعلم مكان أحد أعلم مني بكتاب الله تناله المطايا لأتيته"، وقال البخاري - رحمه الله تعالى - في صحيحه:"رحل جابر بن عبد الله مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد"أهـ. وقال الشعبي - رحمه الله: لو سافر رجل من الشام إلى أقصى اليمن في سبيل كلمة تدله على هدى أو ترده عن ردى ما كان سفره ضائعاً"أهـ. - ويحمد لهذه البلاد المباركة المعطاءة ما وفرته من محاضن تربوية وبرامج نافعة للشباب المسلم من حلق ومدارس لتحفيظ القران الكريم وهاهي المراكز والنوادي الصيفية تأتي لتحفظ فلذات الأكباد من الضياع ولتملأ الفراغ وتحرك الطاقات وتستثمر القدرات... ألخ فهي فرصة لإلحاق البناء والشباب بها. - ومن البدائل المتاحة والمتيسرة بحمد لله