أحكام الله أو الاستهزاء بعباد الله يتهكم بأعراضهم ويسخر من أحوالهم.. سهرٌ وعبثٌ ونومٌ عن صلاة الفجر أو الظهر والعصر هكذا يقضي بعضهم الإجازة.. أليس هذا نكراناً لنعم الله وجريمة تنذر بالشؤم وتوجب سخط الإله؟! كان رسول الله يداعب أصحابه حتى تعجب الصحابة من مداعبته لهم وقالوا: يا رسول الله إنك تداعبنا؟ قال: (إني لا أقول إلا حقاً) رواه الترمذي. عباد الله: الإجازة نعمة وقد تكون نقمة إذا لم تستثمر في ترويح مباح ولهو بريء وعمل مفيد يستغرق الصباح والمساء فإن هذا الفراغ الرهيب يعد مشكلة تقلق كل أب لبيب، وهل فساد الأبناء إلا من الفراغ. لقد هاج الفراغ عليه شغلاً وأسباب البلاء من الفراغ فهو كما قال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى: (إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل) فكم سهرة عابرة أسقطت فتى في أتون المسكرات والمخدرات وجلسةٍ عاصفة وقع البريء فيها في المهلكات. الفراغ جرثومة فساد تنتشر وتستفحل في مجتمعات الشباب فتحطم الجسد وتقتل الروح، الفراغ لص خابث وقاطع عابث وسارق خارب أفسد أناساً ودمر قلوباً وسبب ضياعاً وقد نبه النبي إلى غفلة الكثير عما وهبوا من نعمة الوقت والعافية فقال: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفرغ) رواه البخاري من حديث ابن عباس قال ابن بطال: (كثير من الناس) أي أن الذي يوفق لذلك قليل أهـ.
الخطبة الثانية: