من أجل السياحة الداخلية تحرص بعض البلدان الإسلامية، على التقليل من عدد الناس الذين يسافرون إلى خارج بلدانهم، فتقيم الأماكن العامة للترويح عن النفس، لاستقطاب السياح إليها، وإقامة مثل هذه الأماكن من الأمور المباحة؛ شريطة أن لا تفوت حقاً، أو تضيع واجباً، أو تثقل بيت مال المسلمين، أو تستهلك الوقت فيما لا فائدة منه، لأن من أخلاق المسلمين الأساسية الجد في الأمور، والعزوف عن اللهو، واللعب، والهزل، وسفاسف الأمور، والبعد عن كل ما يضيع الأوقات دون ثمرات نافعات، إلا في حدود الملح اليسيرة، التي تروح عن النفس ضمن لمحات خاطفة، تخفف عنها ثقل العمل الجاد المثمر" (12) ، ولذا فإن من غير المقبول أن تكون البرامج السياحة الموجودة بالداخل نسخة مكررة مما هو موجود بالخارج بحجة إقناع الناس بعدم السياحة بالخارج، فخروج الناس للسياحة الخارجية لا يبرر نقل مظاهر السياحة الخارجية المخالفة للتعاليم الإسلامية إلى الداخل، لأن خروجهم نتيجة ضعف الوازع الديني لديهم فيجب تقوية الوازع الديني عندهم، ثم إن نقل تلك المظاهر المخالفة للإسلام لن يمنع الكثيرين من السياحة بالخارج، فقد يأتي يوم يقولون: مللنا هذه الأماكن في بلادنا من كثرة التردد عليها، وعندها سيبحثون عن أماكن أخرى، وسوف يسافرون إلى بلاد الكفار، أو البلاد التي يكثر فيها الفساد من بلاد المسلمين."
إن من أهم الضوابط التي يجب أن يعتني بها من يقوم بوضع الخطط والبرامج للسياحة، كما يجب أن يعتني بها كل من يذهب للسياحة الآتي:
أولاً: أن لا يكون في البرامج السياحية ما يهز العقيدة، لأن العقيدة الصحيحة هي التي يبنى عليها قبول الأعمال، و بها تكون نجاة الإنسان وفوزه يوم البعث والنشور، وإن من الأمور التي تعرضها للاهتزاز ما يحدث في بعض البرامج السياحة من جلب السحرة والمشعوذين، باسم الألعاب البهلوانية والسيرك، مما حقيقته السحر التخيلي والقمرة، وادعاء أن المشعوذ يسحب السيارة بشعره ويثني الأسياخ بعينه، وهذا كله كذب وتدجيل وسحر وتخيل، وهو من جنس سحر قوم فرعون الذي قال الله فيه: فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى 66 {طه: 66} وقال - تعالى: سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم 116 {الأعراف: 116} إن هذا الدجال لو طعنت عينه بدبوس صغير لانفقأت والسيارة لا يجرها إلا سيارة مثلها أو قوة تعادلها (13) .