فهرس الكتاب
الصفحة 231 من 477

وهذه السياحة المذمومة لا يمكن أن يقبلها ذوو النفوس المؤمنة؛ لأنهم يخشون عذاب الله وعقابه، ويعلمون أنهم يعيشون في نعمه، وقد توعد الله من لم يشكر نعمته بالعذاب الشديد قال الله - تعالى: وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد 7 {إبراهيم: 7} ، وقال - عز وجل: وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون 112 {النحل: 112} ، وقال الله - تعالى: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا 16 {الإسراء: 16} .

إن على القائمين على أمر السياحة واجب كبير، يحتم عليهم أن ينظروا إليها بمنظور متكامل، فلا ينظر إلى الجانب الاقتصادي وحده مثلاً، وتغفل الجوانب الأخرى، وألا يكون الاهتمام بالجانب الاقتصادي على حساب أخلاقنا الإسلامية الحميدة، وآداب الإسلام العالية، (10) فالنظر إلى الجانب الاقتصادي وحده وإقصاء الجانب الشرعي، يؤدي إلى التغاضي عن مفاسد كثيرة فلا بد من النظر في الفوائد والمكتسبات، قبل طرح أي برامج سياحية، كما لا بد من التمعن في الآثار والتبعات منها، وأن يكون ذلك النظر والتمعن بالمنظور الشرعي، فكوننا مسلمين يحتم علينا أن تكون جميع برامجنا السياحية منضبطة بأحكام الإسلام، ولذا فإن السياحة التي تهز العقيدة، وتضعف الإيمان، وتخدش الفضيلة، وتوقع في الرذيلة، وتهتك الحياء، وتقضي على الأخلاق، سياحة لا يقبلها عاقل، فضلاً عن مؤمن يخاف ربه ويخشى عقابه، وفي مقابل هذه السياحة المذمومة هناك سياحة محمودة، وهي السياحة المنضبطة بالضوابط الشرعية، سياحة التأثير لا التأثر، سياحة الفضيلة لا الرذيلة، سياحة الالتزام لا الانفلات، السياحة التي القصد منها تغيير الجو والاستمتاع بما أنعم الله به من المناظر الجميلة، وطيب الهواء، وبرودة الجو مع المحافظة على الدين ومكارم الأخلاق، والبعد عن سفاسف الأمور، ويكون ذلك داخل البلاد، ويكتفى به عن السفر إلى خارج البلاد؛ تفادياً لما في ذلك السفر من مخاطر دينية وأمنية وأخلاقية (11) .

والسياحة المحمودة: هي السياحة التي مفهومها الترفيه البريء والترويح المباح الذي لا غضاضة على الإنسان فيه، لكونه في حدود ما هو مباح شرعاً، فالإسلام لا يحجر على أتباعه أن يروحوا على أنفسهم أو يدخلوا السرور على أهليهم وأبنائهم بالوسائل المباحة في ذلك شرعاً.

ضوابط السياحة:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام