بعد هذه الرؤيا تأملت حالي ، فإذا عمري ثلاثة عشر عامًا، وأحفظ ثلاثة عشر جزءًا ، كل جزء بسنة من عمري ، هل سأنتظر: سبعة عشر سنة أخرى حتى أكمل حفظ كتاب الله عز وجل؟ إنها معادلة صعبة للغاية لا يمكن أن أتقبلها، بدأت أحاسب نفسي ، أين الهمة التي تدعينها؟ إن الادعاء لا يجدي نفعًا إن لم يكن هناك بينة ؟
وبالفعل بدأت مع بدء العام الدراسي ، بالرغم من العقبات والصعوبات التي واجهتني في البداية ، لكنني حاولت فكنت لا أبدأ الدراسة إلا بعد حفظ ما تيسر من كتاب الله عز وجل ، حتى في الاختبارات النهائية ، كنت لا أبدأ إلا بعد الحفظ ، ووفقني الله ـ عز وجل ـ في دراستي ، وأعانني على حفظ كتابه فما إن بدأت إجازة نصف العام الدراسي إلا وقد أكملت حفظ كتاب الله، ويومها لا أعرف كيف حملتني الأرض ، كنت سأطير فرحًا ، شعور لا يمكن أن يخطه بنان، أو يُعبر عنه لسان ، لا يعرفه إلا من ذاق حلاوته ، كانت بشرى عظيمة جدًا لوالديّ ـ حفظهما الله ـ وألبسهما تاج الوقار ، فهما أصحاب الفضل بعد الله تعالى .
طريقتي في الحفظ: تتلخص في قراءة الوجه كاملًا ، ثم الحفظ آية تلو الآية ، ثم ربط الآيات بعضها ببعض ، ثم تسميع الوجه كاملًا ، وكانت كمية الحفظ في اليوم متفاوتة وَفْقَ الاستطاعة والتفرغ .
والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله .
مصادر هذا الكتاب:
الأسرة والإجازة ، عبدالرحمن السحيم
أربعون وسيلة لاستغلال الإجازة ، إبراهيم الدويش
الوقت أنفاس لا تعود ، عبدالملك القاسم
فن صناعة الفرص الذاتية ، خالد الدرويش
موقع: صيد الفوائد
موقع: المفكرة الدعوية
موقع: كلمات
موقع: الإسلام اليوم
موقع: حفاظ الوحيين