فهرس الكتاب
الصفحة 178 من 477

إنه لا بد من وقفة للتذكر والاتعاظ ومراجعة النفس ومحاسبتها حتى تعود إلى رشدها وتلزم طريق الحق وأن تعلم عظم المخازي والرزايا التي يجرها السفر للخارج على الفرد وعلى الأمة المسلمة بأسرها.

فعن علاج هذه الظاهرة يذكر الشيخ محمد السعيد: أهمية التربية الإسلامية للناشئة وتحصينهم بالإيمان بالله تعالى وحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وتخويفهم بالله وعذابه الأليم لمن ترك سبيل الهداية وحاد عن جادة الصراط المستقيم.

أيضاً الحظر على وسائل الإعلام من نشر الدعايات المضللة والإعلانات المغررة والصور الفاتنة المشجعة على السفر للخارج، وتحذير الناشئة من أضرار القنوات الفضائية وما تحمله من الشرور والآثام وما يعرض عبر شبكات الإنترنت من الصور الفاحشة والأفكار الهدامة.

كما يحذّر الشيخ محمد المهيدب من أسلوب مريض ينتهجه بعض العائدين من الخارج ويدعو إلى أن يراجعوا أنفسهم ويتقوا الله جل وعلا، ذلك أنهم يدعون للسفر ويثنون على بلاد الكفار ويمدحونها بحجة المناظر الجميلة ويبين الشيخ محمد أن ترك هذا الأسلوب المجافي للصواب الداعي للإغواء يقلل من الإعلان والدعاية عن بلاد الكفار.

ومن الحلول التي يذكرها الشيخ عثمان بن عبد الرحمن الشعلان إمام مسجد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين - حفظه الله - أن يتذكر المسافر أنه إنما يضيع عمره الذي لا يعود؛ فكل دقيقة تمضي تبعد عن الدنيا وتقرّب من الآخرة وإن المرء قد يخسر مالاً أو يفقد شيئاً وقد يستعيده ولكن أنى له أن يستعيد لحظة من عمره. وعلى ذلك فالسفر لتلك البلدان التي تظهر الكفر والفسق والدعارة والدياثة والإلحاد ومحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنه ولا شك إضاعة للوقت فيما حرّم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي لذة عاجلة يعقبها الندم.

ويضيف الشيخ محمد السعيد حلولاً أخرى لمشكلة السفر للخارج منها:

-الحد من البعثات الخارجية واقتصارها على حدود الضرورة.

-عدم إعطاء السفهاء وصغار السن الأموال ليضيعوها في معصية الله، حيث تشجعهم تلك الأموال على السفر العابث.

-التحذير من مخالطة المنحرفين وقرناء السوء.

-تنظيم الوقت، وهو من أهم القضايا، حيث يجب أن تشغل النفس بطاعة الله ولا تترك في مهاوي الردى والآثام وأن توجّه للنافع المفيد والعمل الصالح.

ضوابط السفر للخارج

وفي هذا الموضوع يقول فضيلة الشيخ عمر العيد إن العلماء - رحمهم الله - ضبطوا له ضوابط فلابد أن تكون هناك مصلحة ضرورية، جهاد في سبيل الله ومن الجدير ذكره أن السياحة في الإسلام جهاد في سبيل الله وإعلاء كلمته ولم يكن معروفاً من قبل عن سلفنا - رحمهم الله تعالى - السفر لبلاد الكفار بغرض السياحة والنزهة وإنما هي عادة أخذت من الكفار أنفسهم.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام