المخلوق، ثمّ صار موصوفا به لوجود المخلوق، صار وصفه بالخالق حادثا له بالمخلوق، ولا شكّ أنّ وصفه بالخالق من أوصاف الكمال، فكان القول بتعرّيه عنه قولا بقيام وصف النّقص به، والقديم يتعالى عن ذلك، ولأنّ الله تعالى يوصف بأنه جواد لم يزل، وسميع لم يزل، وبصير لم يزل؛ وإن كان ما يقع عليه السمع والبصر والجود معدوما، وكذا يوصف بأنه ربّ كل شيء في الأزل؛ وإن كانت الأشياء تحدث في المستقبل، فكذلك في صفات الفعل يجب أن يوصف بذلك في الأزل.
وأما قولهم: (ذلك بأنه على كلّ شيء قدير) ، فقولهم: ذلك، لفظة إشارة إلى ما تقدّم ذكره من الإحياء والإماتة وسائر الصفات، يعنون أنها توجب صفات المدح والكمال، فيجب القول بثبوتها له في الأزل، وقولهم: بأنه على كل شيء قدير، يعنون أنّ الله تعالى موصوف في الأزل بأنه على كل شيء قدير؛ وإن لم تكن الأشياء موجودة في الأزل،