الله برحمته، وقال تعالى: {وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران: 174] ، وقال تعالى: {اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251] .
وبطّل هذه النصوص الصريحة قول المعتزلة: إنه يجب على الله أنْ يفعل بالعباد ما هو الأصلح لهم في الدين، ولأنه لا موجب في الحقيقة إلا الله تعالى، إذ الإيجاب صفة الإله على الحقيقة، ولا إله غير الله تعالى، فيبطل قولهم بالإيجاب على الله تعالى، ولأنما عباده ومماليكه وملكه ملك تخليق وإيجاد، وفي الشّاهد لا يجب للعبد على سيّده جزاء بإزاء عمله، لأنّ منافعه على ملكه، ومعلوم أنّ العبد في الشاهد ملك لسيّده مجازا لا حقيقة، والأشياء كلّها ملك الله تعالى حقيقة ملك تخليق، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله تعالى.
وأما قوله تعالى: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17] ، ونحوه من النصوص، فإنما جعل الله تعالى الثواب بإزاء العمل فضلا وجودا ورحمة.
وأما قولهم: (ومن شاء للنار عدلا منه) ، لأنه سبق في علمه في الأزل من يكفر به