والجماعة بدعة وضلال، لأنّ السّنّة إذا تواترت صارت كالمسموع من الرّسول.
[أهل السّنّة أهل عدل وأمانة]
وأما قولهم: (ونحبّ أهل العدل والأمانة) .
قال القاضي أبو حفص الغزنويّ: أرادوا بأهل العدل والأمانة أهل السّنّة والصّيانة من المسلمين، والمتمسّكين بالعدل من ولاة الأمور.
وأما قولهم: (ونبغض أهل الجور والخيانة) ، أهل الخلاف والعصيان منهم، والجائرين من ولاتهم، وأرادوا بالحبّ والبغض حبّ أفعالهم وبغض أفعالهم لا ذواتهم، كما قال الله تعالى: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205] ، وقال: {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] ، أي: يحبّ التّوابين لأجل التوبة، لأنه يحبّ التّوبة من عباده، وكذا قوله: ويحبّ المتطهرين لأجل تطهيرهم، لأنه يحبّ الطهارة.
وأما قولهم: (ونقول: الله أعلم فيما اشتبه علينا علمه) .
وإنما ذكروا ذلك تأكيدا لما سبق بيانه، كي لا يتشكّك العبد عندما يشتبه عليه، لأنّ حلّ جميع المشكلات غير ممكن، فيجب التفويض إلى الله تعالى.
ونعتقد الحقيّة في كل ما ثبت عن الله تعالى وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونعرف يقينا أنّ عقول الخلق قاصرة عن الحكم البشريّة، فكيف تدرك جميع حكم الربوبيّة؟ وقال تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم: قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا