وقد ورد هذان الاسمان في أكثر الأحاديث التي فيها إشارة إلى الاسم الأعظم.
قال ابن القيِّم رحمه الله:"فإن صفة الحياة متضمِّنةٌ لجميع صفات الكمال مستلزمةٌ لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى هو اسم الحي القيوم" (1) .
وقال رحمه الله:"اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: آية الكرسي، وفاتحة آل عمران؛ لاشتمالهما على صفة الحياة المتضمنة (2) لجميع الصفات، وصفة القيومية المتضمنة لجميع الأفعال" (3) .
وقد سبق فيما مضى إيراد النصوص الواردة في ذكر الاسم الأعظم، وكلام أهل العلم في دلالتها.
وقد تحدث ابن القيِّم رحمه الله عن عظيم أثر الدعاء بهذين الاسمين، ولا سيما في دفع ما ينتاب الإنسان من كرب أو همٍّ أو شدَّة.
قال رحمه الله:"وفي تأثير قوله:"يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث"في دفع هذا الداء مناسبة بديعة، فإن صفة الحياة متضمنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال."
ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى هو اسم"الحي القيوم"، والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام، ولهذا لما كملت حياة أهل الجنة لم يلحقهم همٌّ ولا غم ولا حزن ولا شيء من الآفات، ونقصان الحياة تضر بالأفعال، وتنافي القيومية، فكمال القيومية لكمال الحياة، فالحيّ المطلق التام الحياة لا تفوته صفة الكمال البتة، والقيوم لا يتعذَّر عليه فعل ممكن البتة، فالتوسل بصفة الحياة والقيومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ويضر بالأفعال ... والمقصود أن لاسم"الحي القيوم"تأثيراً خاصاً في إجابة الدعوات وكشف الكُربات.
(1) "زاد المعاد" (4/ 204) .
(2) في الأصل:"المصححة"ويدل على ما أثبته السياق، وكلامه السابق واللاحق.
(3) "الصواعق المرسلة" (3/ 911 - 912) .