فهرس الكتاب
الصفحة 77 من 335

الأول: الوصف المتعلق بالله من هذا الاسم الكريم، وهو الألوهية التي هي وصفه الدالُّ عليها لفظ"الله"، كما دلَّ على العلم- الذي هو وصفه- لفظ"العليم"، وكما دل على العزَّة- التي هي وصفه- لفظ"العزيز"، وكما دل على الحكمة - التي هي وصفه- لفظ"الحكيم"، وكما دلَّ على الرحمة- التي هي وصفه لفظ"الرحيم"، وغيرها من الأسماء الدالة على ما قام بالذات من مدلول صفاتها.

فكذلك الله هو ذو الألوهيّة، والألوهية التي هي وصفه هي الوصف العظيم الذي استحقَّ أن يكون به إلهاً، بل استحقَّ أن لا يشاركه في هذا الوصف العظيم مشاركٌ بوجه من الوجوه، وأوصاف الألوهية هي جميع أوصاف الكمال وأوصاف الجلال والعظمة والجمال، وأوصاف الرحمة والبر والكرم والامتنان.

فإن هذه الصفات هي التي يستحق أن يُؤله ويُعبد لأجلها، فيؤله لأن له أوصاف العظمة والكبرياء، ويؤله لأنه المتفرِّد بالقيُّومية والربوبية والملك والسلطان، ويؤله لأنه المتفرد بالرحمة وإيصال النعم الظاهرة والباطنة إلى جميع خلقه، ويؤلَهُ لأنه المحيط بكلِّ شيء علماً وحكماً وحكمةً وإحساناً ورحمةً وقدرةً وعزَّةً وقهراً، ويؤلَهُ لأنه المتفرد بالغنى المطلق التام من جميع الوجوه، كما أنَّ ما سواه مفتقرٌ إليه على الدوام من جميع الوجوه، مفتقر إليه في إيجاده وتدبيره، مفتقر إليه في إمداده ورزقه، مفتقر إليه في حاجاته كلها، مفتقر إليه في أعظم الحاجات وأشد الضرورات، وهي افتقاره إلى عبادته وحده والتألُّهِ له وحده، فالألوهية تتضمن جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا.

الثاني: الوصف المتعلِّق بالعبد من هذا الاسم، وهو العبوديَّة، فالعباد يعبُدونه ويألهونه، قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ) [الزخرف: 84] ، أي: يألهه أهل السماء وأهل الأرض طوعاً وكرهاً، الكل خاضعون لعظمته، منقادون لإرادته ومشيئته، عانون لعزته وقيُّوميَّته، وعباد الرحمن يألهونه ويعبدونه، ويبذلون له مقدورهم من التأله القلبي والروحي والقولي والفعلي بحسب مقاماتهم

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام