فهرس الكتاب
الصفحة 76 من 335

وقد عدَّد العلامة ابن القيِّم عشر خصائص لفظية لهذا الاسم، ثم قال:"وأما خصائصه المعنوية فقد قال فيها أعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم:"لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك"، وكيف تحصى خصائص اسم مسماه كل كمال على الإطلاق وكل مدح وكل حمد وكل ثناء وكل مجد وكل كرم وكل عزٍّ وكل جمال وكل خير وإحسان وُجود وبرٍّ وفضل فله ومنه، فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثَّره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند همٍّ وغمٍّ إلا فرَّجه، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلَّق به ضعيفٌ إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العزة، ولا فقيرٍ إلا أصاره غنيّاً، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيَّده ونصره، ولا مضطرٍّ إلا كشف ضرَّه، ولا شريد إلا آواه، فهو الاسم الذي تُكشفُ به الكربات، وتُستنزلُ به البركات والدعوات، وتُقالُ به العثرات، وتُستدفعُ به السيئات، وتُستجلبُ به الحسنات، ..." (1) إلى آخر كلامه رحمه الله.

وأما معنى هذا الاسم فأصله"الإله"، وهو بمعنى المعبود، و"الإله"اسم من أسماء الله الحسنى، ورد في القرآن الكريم، قال الله تعالى: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) [البقرة: 163] ، وقال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة: 31] ، وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [الأنبياء: 108] .

هذا وإنّ أجمع وأحسن ما قيل في معنى"الله"ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:"الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين"، رواه ابن جرير في"تفسيره" (2) .

فقد جمع رضي الله عنه في هذا التفسير بين أمرين:

(1) نقله في"تيسير العزيز الحميد" (ص/30) .

(2) (1/ 121 - ط. التركي) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام