فهرس الكتاب
الصفحة 73 من 335

هذا الاسم ذهب غير واحد من أهل العلم إلى اختيار أنه الاسم الأعظم، ومما يقوي هذا أن هذا الاسم الكريم قد ورد في جميع الأحاديث التي فيها الإشارة إلى الاسم الأعظم.

ومن أهل العلم من ذهب إلى أن الاسم الأعظم هو"الحيُّ القيُّوم".

قال ابن القيم رحمه الله في كتابه"زاد المعاد" (1) :"فإن صفة الحياة متضمِّنة لجميع صفات الكمال مستلزمة لها، وصفة القيُّوميَّة متضمِّنة لجميع صفات الأفعال، ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى هو اسم الحيُّ القيُّوم"أهـ.

وقد ورد هذان الاسمان في أكثر الأحاديث التي فيها إشارة إلى الاسم الأعظم.

ومن أهل العلم من قال:"إن الاسم الأعظم جنس لا يراد به اسمٌ معيَّن؛ فإن أسماء الله نوعان: أحدهما: ما دل على صفة واحدة أو صفتين أو تضمين أوصافاً معدودة، والثاني: ما دل على جميع ما لله من صفات الكمال، وتضمن ما له من نعوت العظمة والجلال والجمال، فهذا النوع هو الاسم الأعظم؛ لما دل عليه من المعاني التي هي أعظم المعاني وأوسعها، فالله اسم أعظم، وكذا الصمد، وكذلك الحي القيوم، وكذلك الحميد المجيد، وكذلك الكبير العظيم، وكذلك المحيط" (2) .

فهذه الأقوال الثلاثة هي أولى ما قيل في الاسم الأعظم، وعلى كلٍّ فهذه مسألة اجتهاد لعدم ورود دليل قطعي الدلالة على التعيين يجب أن يصار إليه؛ إلا أن ما دعا الله بالأدعية المتقدمة فقد دعاه باسمه الأعظم؛ لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عمن دعا الله بذلك بأنه دعاه باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب، والله وحده ولي التوفيق.

(2) "فتح الملك العلام"لابن سعدي (ص/26 - 27) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام