فهرس الكتاب
الصفحة 72 من 335

قال الشوكاني رحمه الله في كتابه"تحفة الذاكرين":"وقد اختلف في تعيين الاسم الأعظم على نحو أربعين قولاً، قد أفردها السيوطي بالتصنيف" (1) . أهـ.

ولم يذكر السيوطي في كتابه الذي أفرده في ذلك والذي أسماه:"الدر المنظم في الاسم الأعظم"سوى عشرين قولاً، وكثير منها ضعفه ظاهر لعدم قيام دليل عليه من الكتاب والسنة، بل في بعضها تكلف ظاهر وشطط بيِّن، وبعض المتصوفة لهم في هذا الباب أباطيل كثيرة لا يلتفت إلى شيء منها، ويوردون في ذلك أحاديث موضوعة، وآثاراً مخترعة، وقصصاً منكرةً، يخدعون بها عوام المسلمين، ويغرون بها جهَّالهم، والواجب على كل مسلم أن يكون على حيطة وحذر من الوقوع في إفك هؤلاء وباطلهم.

إن من أشهر الأقوال في تعيين الاسم الأعظم وأولاها بالصواب وأقربها للأدلة هو أن الاسم الأعظم هو"الله"، وإلى هذا القول ذهب جمع من أهل العلم.

قال الإمام أبو عبد الله ابن منده في كتابه"التوحيد"- وقد اختار فيه أن اسم الله الأعظم هو"الله"- قال:"فاسمه الله معرفة ذاته، منع الله عز وجل خلقه أن يتسمى به أحد من خلقه أو يدعى باسمه إله من دونه، جعله أول الإيمان، وعمود الإسلام، وكلمة الحق والإخلاص، ومخالفة الأضداد والإشراك فيه، يحتجز القائل من القتل، وبه تفتح الفرائض، وتنعقد الأيمان، ويستعاذ من الشيطان، وباسمه يفتتح ويختم الأشياء، تبارك اسمه ولا إله غيره" (2) . أهـ.

ولهذا الاسم الكريم من الخصائص ما ليس لغيره من الأسماء، ومن خصائصه أن الله يضيف سائر الأسماء إليه كقوله: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) ، ويقال: العزيز والرحمن والكريم والقدوس من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن، بل إن هذا الاسم الكريم متضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى دالٌّ عليها إجمالاً، والأسماء الحسنى تبيينٌ وتفصيلٌ لصفات الإلهية، فلهذه المعاني العظيمة وغيرها مما اختصَّ به

(1) "تحفة الذاكرين" (ص 67) .

(2) "التوحيد" (2/ 21) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام