فهرس الكتاب
الصفحة 56 من 335

وسمَّى نفسه بالملك فقال: (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) [الحشر: 23] ، وسمى بعض عباده بالملك فقال: (وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) [الكهف: 79] ، وكل ملك لدى العباد فهو ملك زائل، وهو بيد الله المعطي المانع الخافض الرافع القابض الباسط (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران: 26] .

وسمَّى نفسه بالعزيز فقال: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) [الحشر: 23] ، وسمى بعض عباده بالعزيز فقال: (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ) [يوسف: 51] ، وليس العزيز كالعزيز.

وسمَّى نفسه بالجبار المتكبِّر، وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبِّر فقال: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) [غافر: 53] ، وليس الجبار كالجبار ولا المتكبِّر كالمتكبِّر.

وكذلك سمى صفاته بأسماء، وسمى صفات عباده بنظير ذلك فقال: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ) [البقرة: 255] ، وقال: (أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) [النساء: 166] ، وقال: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات: 58] ، وقال: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) [فصلت: 15] ، وسمى صفة المخلوق علماً وقوة فقال: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85] ، وقال: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) [يوسف: 76] ، وقال: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم: 54] ، وقال: (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ) [هود: 52] ، وليس العلم كالعلم ولا القوة كالقوة.

وكذلك وصف نفسه بالمشيئة ووصف عبده بالمشيئة فقال: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ(28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [التكوير: 28 - 29] ، وقال: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا(29) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) [الإنسان: 29 - 30] .

وكذلك وصف نفسه بالإرادة ووصف عبده بالإرادة فقال: (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال: 67] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام