ومما يلتحق بهذا أن الواجب تجاه أسماء الله احترامها ومراعاة الأدب نحوها، ومن هذا الاحترام ألا يسمى أحدٌ باسم فيه نوع مشاركة لله في أسمائه، كقاضي القضاة، وملك الملوك، وحاكم الحكام، ونحوها حفظاً للتوحيد وصيانةً لجناب أسماء الله وصفاته، ودفعاً لوسائل الشرك وسدّاً لمنافذه.
ففي"الصحيحين" (1) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن أخنع اسم عند الله رجل تسمّى ملك الأملاك"، زاد مسلمٌ في روايته:"لا مالك إلا الله عز وجل".
وفي"سنن أبي داود"وغيره عن أبي شريح رضي الله عنه:"أنه كان يكنى أبا الحكم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"إن الله هو الحكم، وغليه الحكم، فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين، فقال: ما أحسن هذا، فما لك من الولد؟ قال: شريح، ومسلم، وعبد الله، قال: فمن أكبرهم؟ قال: شريح، قال: فأنت أبو شريح" (2) ، فأرشده صلى الله عليه وسلم إلى تغيير كنيته مراعاة للأدب في حق أسماء الله ولو لم تُقصد المشاركة."
(1) "صحيح البخاري" (5853) ، و"صحيح مسلم" (2143) .
(2) أخرجه أبو داود (4955) ، والنسائي (5387) ، وصحَّحه الألباني في"صحيح أبي داود"و"صحيح النسائي".