فهرس الكتاب
الصفحة 36 من 335

الاعتقاد، يبدِّع بعضهم بعضاً، بل يرتقون إلى التكفير، يكفر الابن أباه والأخ أخاه والجار جاره، وتراهم أبداً في تنازع وتباغض واختلاف، تنقضي أعمارهم ولم تتفق كلماتُهم"."

قال:"وكان السبب في اتفاق أهل الحديث أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل، فأورثهم الاتفاق والائتلاف، وأهل البدع أخذوا الدين من عقولهم فأورثهم التفرق والاختلاف، فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلما تختلف، وإن اختلفت في لفظة أو كلمة فذلك الاختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه، وأما المعقولات والخواطر والآراء فقلَّما تتفق، بل عقل كل واحد ورأيه وخاطره يُرِي صاحبه غير ما يرى الآخر" (1) .

هذا؛ وغن الخطأ في أسماء الرب سبحانه وصفاته ليس كالخطأ في أيِّ أمر آخر، والواجب على كل مسلم أن يلزم نهج أهل السنة والجماعة ويسلك سبيلهم فإنهم على الحق المستبين، قال ابن مسعود رضي الله عنه:"من كان منكم مستناً فليستنَّ بمن قد مات؛ فإن الحي لا تُؤمَن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا -والله- أفضل هذه الأمة وأبرَّها قلوباً وأعمقها علماً وأقلَّها تكلفاً، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسَّكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم فإنّهم كانوا على الهدى المستقيم" (2) ، فهؤلاء سادات هذا الشأن، ثم يليهم تابعوهم بإحسان.

رزَقَنا الله حُسن الاتِّباع وحُسن العمل؛ إنَّه سميع مجيب.

(1) "مختصر الصواعق"لابن القيم (518) .

(2) رواه ابن عبد البر في"جامع بيان العلم" (رقم: 1810) بسنده عن قتادة، قال: قال ابن مسعود: ... فذكره، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في"منهاج السنة" (2/ 77) :"رواه غير واحد منهم ابن بطة عن قتادة".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام