فهرس الكتاب
الصفحة 290 من 335

وفي قوله صلى الله عليه وسلم:"لكل داء دواء"تقوية لنفس المريض والطبيب، وحثٌّ على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه والبحث عنه، وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم فعل التداوي في نفسه، والأمرُ به لمن أصابه مرض من أهله وأصحابه، وينظر هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك مبسوطاً في فصل بعنوان"الطب النبوي"من كتاب"زاد المعاد في هدي خير العباد"للعلامة ابن القيم رحمه الله.

ثم إن الواجب على العبد أن يعرف فيما يتعلق بالأسباب أموراً ثلاثة:

أحدها: أن لا يجعل منها سبباً إلا ما ثبت أنه سببٌ شرعاً أو قدراً.

ثانيها: أن لا يعتمد العبد عليها، بل يعتمد على مسببها ومقدرها مع قيامه بالمشروع منها وحرصه على النافع منها.

ثالثها: أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره، لا خروج لها عنه، والله تعالى يتصرف فيها كيف يشاء، إن شاء أبقى سببيتها، وإن شاء غيرها كيف يشاء؛ لئلا يعتمد العباد عليها، وليعلموا كمال قدرته، وأن التصرف المطلق والإرادة المطلقة لله وحده، كما تقدم في قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك".

وأسأل الله العظيم رب الناس مُذهب الباس، الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤه، أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام