فهرس الكتاب
الصفحة 257 من 335

وقوله في هذا السياق (الْقَهَّارِ) أي: لجميع المخلوقات، الذي دانت له المخلوقات وذلت وخضعت، خصوصاً في ذلك اليوم الذي عنت فيه الوجوه للحي القيوم.

فجميع هذه المواضع السِّت تدل دلالة ظاهرة على التلازم بين اسميه الواحد القهار، فالواحد لا يكون إلا قهاراً، والقهار لا يكون إلا واحداً، وذلك ولا ريب ينفي اشركة ويبطل اتخاذ الأنداد.

وفي تقرير هذا المعنى يقول ابن القيم رحمه الله:"لا يكون القهار إلا واحداً؛ إذ لو كان معه كفؤٌ له فإن لم يقهره لم يكن قاهراً على الإطلاق، وإن قهره لم يكن كفؤاً، وكان القهار واحداً" (1) .

وبهذا التقرير والعرض يتبين التلازم بين التوحيد والإيمان باسم الله القهار، وأن من لازم الإقرار بتفرده بالقهر أن يُفرد وحده بالعبادة، وبه يعلم فساد الشرك؛ إذ كيف يسوى المصنوع من التراب برب الأرباب؟! وكيف تسوى المخلوقات المقهورة بالله الواحد القهار؟! تعالى الله عما يشركون وسبحان الله عما يصفون.

(1) "الصواعق المرسلة" (3/ 1032) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام