وسبحان الله! أين ذهبتْ عقولُ هؤلاء المشركين حين صرفوا ذلّهم وخضوعهم وانكسارهم ورجاءهم وخوفهم ورغبهم ورهبهم وحبَّهم وطمعَهم إلى مخلوقات ضئيلة، وكائنات ذليلة، لا تملك لنفسها شيئاً من النفع والضر، فضلاً عن أن تملكه لغيرها، وتركوا الخضوع والذل للربِّ العظيم والكبير المتعال، والخالق الجليل تعالى الله عما يصفون، وسبحان الله عما يشركون، وهو وحده المستحق للتعظيم والإجلال والتأله والخضوع والذل، وهذا خالص حقه، فمن أقبحِ الظُّلمِ أن يُعطى حقه لغيره، أو يشرك بينه وبين غيره فيه، ومن اتخذ الشركاء والأنداد له ما قدر الله حقَّ قدره، ولا عظّمه حقَّ تعظيمه، سبحانه وتعالى الذي عنت له الوجوه، وخشعت له الأصوات، ووجلت القلوب من خشيته، وذلّت له الرِّقاب، تبارك الله رب العالمين.