فهرس الكتاب
الصفحة 10 من 335

أسماء الله وصفاته أعظم مما فيها من ذكر المعاد.

وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من غير وجه أن (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) تعدل ثلث القرآن (1) ، وثبت في الصحيح أنه بَشَّر الذي كان يقرأها ويقول: إني لأحبها لأنها صفة الرحمن: بأن الله يحبه (2) ، فبيَّن أن الله يحب من يحب ذكر صفاته سبحانه وتعالى، وهذا بابٌ واسع" (3) ."

وكل هذا واضح الدلالة على أهمية هذا العلم الشريف وعظم شأنه وكثرة خيراته وعوائده، وأنه أصل من أصول الإيمان، وركن من أركان الدين، وأساس من أُسُس ملة الإسلام عليه تبنى مقامات الدين الرفيعة ومنازله العالية، وكيف يستقيم أمر البشرية وتصلح حال الناس بدون معرفتهم بفاطرهم وبارئهم و خالقهم ورازقهم، ودون معرفتهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ونعوته الكاملة الدالة على كماله وجلاله وعظمته، وأنه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه، ولكن أكثر الناس شغلهم ما خُلِق لهم عما خُلِقوا له، وقد حذر الله عباده من ذلك بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون: 9] ، والله المستعان والموفِّق لكلِّ خير.

(1) البخاري (5013) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، ومسلم (811) من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، و (812) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(2) "صحيح البخاري" (7375) ، و"صحيح مسلم" (813) .

(3) "درء التعارض" (5/ 310 - 312) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام