فهرس الكتاب
الصفحة 833 من 1408

والمحبة مع الله محبة العبادة هذه شركية، فمن أحب غير الله -جل وعلا- محبة العبادة، فإنه مشرك الشرك الأكبر بالله -جل وعلا-.

(ق) : القسم الثاني: محبة ليست بعبادة في ذاتها، وهذه أنواع:

النوع الأول: المحبة لله وفي الله ، وذلك بأن يكون الجالب لها محبة الله ، أي: كون الشيء محبوبا لله تعالى من أشخاص، كالأنبياء، والرسل، والصديقين، والشهداء، والصالحين.

أو أعمال، كالصلاة، والزكاة، وأعمال الخير، أو غير ذلك.

وهذا النوع تابع للقسم الأول الذي هو محبة الله .

النوع الثاني: محبة إشفاق ورحمة، وذلك كمحبة الولد، والصغار، والضعفاء، والمرضى.

النوع الثالث: محبة إجلال وتعظيم لا عبادة، كمحبة الإنسان لوالده، ولمعلمه، ولكبير من أهل الخير.

النوع الرابع: محبة طبيعية، كمحبة الطعام، والشراب، والملبس، والمركب، والمسكن.

وأشرف هذه الأنواع النوع الأول، والبقية من قسم المباح، إلا إذا اقترن بها ما يقتضي التعبد صارت عبادة، فالإنسان يحب والده محبة إجلال وتعظيم، وإذا اقترن بها أن يتعبد لله بهذا الحب من أجل أن يقوم ببر والده صارت عبادة، وكذلك يحب ولده محبة شفقة، وإذا اقترن بها ما يقتضي أن يقوم بأمر الله بإصلاح هذا الولد صارت عبادة.

وكذلك المحبة الطبيعية، كالأكل والشرب والملبس والمسكن إذا قصد بها الاستعانة على عبادة صارت عبادة، ولهذا (حبب للنبي - صلى الله عليه وسلم - النساء والطيب) (1) .من هذه الدنيا، فحبب إليه النساء، لأن ذلك مقتضى الطبيعية ولما يترتب عليه من المصالح العظيمة، وحبب إليه الطيب، لأنه ينشط النفس ويريحها ويشرح الصدر، ولأن الطيبات للطيبين، والله طيب لا يقبل إلا طيبا.

(1) النسائي: كتاب عشرة النساء /باب: حب النساء، حديث (3939) وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (3124) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام