باب قول الله تعالى: { فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } (البقرة: من الآية22)
(تم) : هذا باب [قول الله تعالى: { فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } (البقرة: من الآية22) ] وفيه بيان أن هناك ألفاظا، فيها التنديد، والتنديد معناه أن تجعل غير الله ندا له، فيكون التنديد في نسبة النعم إلى غير الله ، ويكون الحلف بغير الله ، ويكون في قول: ما شاء الله وشاء فلان، وغير ذلك من الألفاظ.
فهذا الباب فيه بيان أن التنديد يكون في الألفاظ، والتنديد هنا المراد به التنديد الأصغر الذي هو شرك أصغر في الألفاظ، وليس التنديد الكامل الذي هو الشرك الأكبر.
(ق) : قوله: { فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون } ، لما ذكر سبحانه ما يقر به هؤلاء من أفعاله التي لم يفعلها غيره: { الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ - الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَكُمْ } (البقرة: 21-22) . فكل من أقر بذلك لزمه أن لا يعبد إلا المقر له، لأنه لا يستحق العبادة من لا يفعل ذلك، ولا ينبغي أن يعبد إلا من فعل ذلك، ولذلك أتى بالفاء الدالة على التفريع والسببية، أي: فبسبب ذلك لا تجعلوا لله أندادا.
و (لا) هذه ناهية، أي: فلا تجعلوا له أندادا في العبادة، كما أنكم لم تجعلوا له أندادا في الربوبية، وأيضا لا تجعلوا له أندادا في أسمائه وصفاته، لأنهم قد يصفون غير الله بأوصاف الله - - عز وجل - -، كاشتقاق العزى من العزيز، وتسميتهم رحمن اليمامة.
قوله: { أندادا } . جمع ند، وهو الشبيه والنظير، والمراد هنا: أندادا في العبادة.