فهرس الكتاب
الصفحة 380 من 1408

باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره

(تم) : قوله:"باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره". الشرك المراد به-كما ذكرنا فيما سبق- الشرك الأكبر.

قوله: (أن يستغيث) يعني الاستغاثة؛ لأن (أنْ) مع الفعل تؤول بمصدر، يعني (باب من الشرك الاستغاثة بغير الله ) أو (استغاثةٌ بغير الله ) ، وكذلك قوله (يدعو) يؤول بمصدر، يعني: من الشرك، (دعوة غيره) ، أو (دعاء غيره) . والاستغاثة كما ذكرنا طلب، والطلب نوع من أنواع الدعاء؛ ولهذا قال العلماء: إن في قوله: (أو يدعو غيره) بعد قوله (أن يستغيث بغير الله ) عطفا للعام على الخاص؛ ومن المعلوم أن الخاص قد يعطف على العام، وأن العام قد يعطف على الخاص.

وقوله: (أن يستغيث بغير الله ) ، هذا أحد أفراد الدعاء، كما ذكرنا لأن الاستغاثة طلب والطلب دعاء. وقوله: (أو يدعو غيره) ، هذا لفظ عام يشمل الاستغاثة والاستعاذة ويشمل أصنافاً كثيرة من أنواع الدعاء.

قوله: (أن يستغيث) ، الاستغاثة هي طلب الغوث والغوث يحصل لمن وقع في شدة وكرب يخشى معه المضرة الشديدة، أو الهلاك فيقال: أغاثه إذا فزع إليه وأعانه على كشف ما به، وخلَّصه منه، كما قال جل وعلا في قصة موسى: { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّه } (القصص: من الآية15) ، فقوله { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ } يعني: أن من كان من شيعة موسى طلب الغوث من موسى على من كان عدوا لهما جميعا؛ فأغاثه موسى - عليه السلام -.

فالاستغاثة: طلب الغوث، وطلب الغوث لا يصلح إلا لله؛ إلا من الله فيما لا يقدر عليه إلا الله -- جل جلاله -- لأن الاستغاثة يمكن أن تطلب من المخلوق؛ فيما يقدر عليها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام