فهرس الكتاب
الصفحة 1092 من 1408

باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه

(تم) : التوحيد يقتضي من الموحد المؤمن بالله -جل وعلا- أن يعظمه، وألا يجعل مخلوقا في منزلة الله -جل وعلا- فيما يختص به، لأنه قد يجعل المخلوق في منزلة الله لشبهة وصف قام به، ككون القاضي هو رئيس القضاة، أو أعلم، فيجعل في اللفظ والتسمية قاضيا للقضاة؛ فلهذا نبه الشيخ -رحمه الله - على أن التسمي بالأسماء التي معناها، إنما هو لله -- جل جلاله -- لا يجوز، والتوحيد يقتضي ألا يوصف بها إلا الله ، وألا يسمى بها إلا الله -جل وعلا- فتسمية غير الله بتلك الأسماء التي ستأتي لا تجوز، ومحرم بل هي أخنع الأسماء، وأوضع تلك الأسماء، وأبغض الأسماء إلى الله -- جل جلاله --.

قوله: (( باب التسمي بقاضي القضاة.. ونحوه ) ). (( التسمي ) )يشمل ما إذا سمى نفسه، أو سماه غيره به فرضي، أما إذا سماه غيره به فلم يرض، فإنه لا يدخل في الذم؛ لعدم الرضا، فيلحق الوعيد المسمِّي، ومن رضي بذلك الاسم.

(ق) : قوله: (قاضي القضاة) . قاضي: بمعنى حاكم، والقضاة؛ أي: الحكام، و (ألـ) للعموم.

والمعنى: التسمي بحاكم الحكام ونحوه، مثل ملك الأملاك، وسلطان السلاطين، وما أشبه ذلك، مما يدل على النفوذ والسلطان؛ لأن القاضي جمع بين الإلزام والإفتاء، بخلاف المفتي؛ فهو لا يٌلزم، ولهذا قالوا: القاضي جمع بين الشهادة، والإلزام، والإفتاء؛ فهو يشهد أن هذا الحكم حكم الله ، وأن الحق للمحكوم له على المحكوم عليه، ويفتي؛ أي: يخبر عن حكم الله وشرعه، ويٌلزم الخصمين بما حكم به.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام