باب احترام أسماء الله تعالى وتغيير الاسم لأجل ذلك
(تم) : هذا الباب فيه الإرشاد إلى الأدب الذي يجب أن يصدر من قلب الموحد ومن لسانه، فإن الموحد متأدب مع الله -- جل جلاله --، ومتأدب مع أسمائه، وصفاته، ومع دينه، فلا يهزل -مثلا- بشيء فيه ذكر الله ، ولا يلقي الكلمة عن الله -جل وعلا- دون أن يتدبر ما فيها، وكذلك لا يسمي أحدا بأسماء الله -جل وعلا-، ويغيَّر الاسم لأجل هذا؛ فأسماء الله -جل وعلا- يجب احترامها، وتعظيمها، ومن احترامها أن يُجعل ما لا يصلح إلا لله منها لله وحده، وألا يُسمى به البشر.
قوله: (( باب احترام أسماء الله تعالى ) )، هذا الاحترام قد يكون مستحبا من جهة الأدب، وقد يكون واجبا؛ فأسماء الله تعالى يجب احترامها، بمعنى يجب ألا تُمتهن.
ويستحب احترامها أيضا فيما كان من الأدب أن لا يوصف به غير الرب -جل وعلا-.
وهذا راجع إلى تعظيم شعائر الله -- جل جلاله --، قال سبحانه: { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } (الحج: 32) وقال -جل وعلا-: { ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ الله فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ } (الحج: من الآية30) قال أهل العلم: الشعائر جمع [شعيرة] ، وهي كل ما أشعر الله بتعظيمه، -يعني أعلم- بتعظيمه فهو شعيرة، ومما أشعر الله بتعظيمه أسماءه الحسنى -جل وعلا-، فيجب احترامها وتعظيمها.
ولهذا يستدل أهل العلم على وجوب ألا تُمتهن أسماء الله الموجودة في الجرائد، أو في الأوراق، وأن ترمى، أو أن توضع في أمكنة قذرة، وعلى وجوب احترام ما فيه اسم من أسماء الله بهاتين الآيتين، وبالقاعدة العامة في ذلك.
(ق) : أسماء الله -- عز وجل -- هي: التي سمَّى بها نفسه أو سمَّاه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وقد سبق لنا الكلام فيها في مباحث كثيرة، منها: