باب ما جاء في الرياء
(ف) : قال المصنف رحمه الله تعالى: (باب: ما جاء في الرياء) : أي من النهي والتحذير.
(ق) : المؤلف رحمه الله تعالى أطلق الترجمة، فلم يفصح بحكمه لأجل أن يحكم الإنسان بنفسه على الرياء على ما جاء في.
(ف) : قال الحافظ: هو مشتق من الرؤية. والمراد بها إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدون صاحبها. والفرق بينه وبين السمعة: أن الرياء لما يرى من العمل كالصلاة. والسمعة لما يسمع كالقراءة والوعظ والذكر، ويدخل في ذلك التحدث بما عمله.
(تم) : هذا"باب ما جاء في الرياء"يعني: من الوعيد ، وأنه شرك بالله - جل وعلا - .
والرياء حقيقته من الرؤية البصرية ، وذلك بأن يعمل عمل العبادة لكي يرى أنه يعمل العمل الذي هو من العبادة ، إما صلاة ، أو تلاوة ، أو ذكر ، أو صدقة ، أو حج ، أو جهاد ، أو امتثال أمر ، أو اجتناب نهي ، ونحو ذلك ، لا لطلب ما عند الله ، ولكن لأجل أن يراه الناس على ذلك ، فيثنوا عليه به . هذا هو الرياء ، وقد يكون الرياء في أصل الإسلام كرياء المنافقين ، فالرياء على درجتين:
الدرجة الأولى: رياء المنافقين ، بأن يظهر الإسلام ويبطن الكفر لأجل رؤية الخلق ، وهذا مناف للتوحيد من أصله وكفر أكبر بالله - جل جلاله - ؛ ولهذا وصف الله المنافقين بقوله: { يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } [ النساء: 142 ] . فقوله: { يُرَاءُونَ النَّاسَ } . يعني: الرياء الأكبر الذي هو إظهار أصل الإسلام وشعب الإسلام ، وإبطان الكفر وشعب الكفر .