باب قول الله تعالى
{ أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ - وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ }
(الأعراف: 191-192) .
(تم) : هذا الباب هو باب قول الله تعالى { أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ - وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً... } (الأعراف: 191-192) . وإيراد هذا الباب بعد الأبواب المتقدمة هو من أحسن الإيراد ومن أعظمها فقها ورسوخا في العلم؛ ذلك أن برهان وجوب توحيد الله -جل وعلا- في إلاهيته هو ما ركز في الفِطَر من أنه جل وعلا واحد في ربوبيته.
وقد أقر بهذا وسلم به المشركون، بل كل أحد على الإقرار بهذا والاعتراف به فهي البرهان على أن المستحِق للعبادة هو من تَوَحَّد في الربوبية، فهذا الباب والباب الذي بعده أيضا: برهان لاستحقاق الله العبادة وحده دون ما سواه بدليل فطري، ودليل واقعي، ودليل عقلي.
ومن المعلوم أن الأدلة العقلية عندنا أهل السنة والجماعة تؤخذ من الكتاب والسنة؛ لأن في الكتاب والسنة من الأدلة العقلية ما يغني عن تكلف أدلة عقلية أخرى كما هو ظاهر لمن تأمل نصوص الوحيين.