فهرس الكتاب
الصفحة 440 من 1408

باب ما جاء في قول الله تعالى:

{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إلى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ }

(فصلت: من الآية50) .

(تم) : هذا الباب كالأبواب التي قبله في بيان وجوب تعظيم الله -جل وعلا- في الألفاظ، وأن النعم يجب أن تنسب إليه، وأن يشكر عليها، فتعزى إليه، ويقول العبد: هذا أنعم الله عليَّ به، والكذب في هذه المسائل، أو أن يتكلم المرء بكلام ليس موافقا للحقيقة، أو هو مخالف لما يعلمه من أن الله -جل وعلا- قد أنعم عليه بذلك، فهذا قد يؤديه إلى المهالك، وقد يسلب الله -جل وعلا- عنه النعمة بسبب لفظه.

فالواجب على العبد أن يتحرز في ألفاظه، وبخاصة فيما يتصل بالله -جل وعلا-، أو بأسمائه وصفاته، أو بأفعاله وإنعامه، أو بعدله وحكمته.

والتحرز في ذلك من كمال التوحيد؛ لأنه لا يصدر التحرز إلا عن قلب معظم لله، مجِلٍّ لله، مخبت لله، يعلم أن الله -- جل جلاله -- مطلع عليه، وأنه سبحانه هو ولي الفضل، وهو ولي الإنعام، وهو الذي يستحق أن يُجَلَّ فوق كل جليل، وأن يُحَبَّ فوق كل محبوب، وأن يعظم فوق كل معظم.

فالله -- جل جلاله -- يجب توقيره، وتعظيمه في الألفاظ، ومن ذلك ما عقد له الشيخ هذا الباب، حيث قال: باب ما جاء في قول الله تعالى: { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي … } (فصلت: من الآية50)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام