فهرس الكتاب
الصفحة 1377 من 1408

باب ما جاء في قوله تعالى:

{ وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ - سبحانه وتعالى - عَمَّا يُشْرِكُونَ } (الزمر: الآية67)

(ق) : قوله: { وما قدروا } . الضمير يعود على المشركين، و { ما قدروا } : عظموا، أي: ما عظموا الله حق تعظيمه حيث أشركوا به ما كان من مخلوقاته.

قوله: { والأرض جميعا قبضته يوم القيامة } . يحتمل أن تكون الواو للحال، أي: ما قدروا الله حق قدره في هذه الحال.

ويحتمل أن تكون للاستئناف، لبيان عظمة الله - - عز وجل - -، وهذا أقوى، لأنه يعم هذه الحال وغيرها.

والقبضة: هي ما يقبض باليد، وليس المراد بها الملك كما قيل، نعم، لو قال: الأرض في قبضته، لكان تفسيرها بالملك محتملا.

قوله { جميعا } . حال من الأرض، فيشمل بحارها وأنهارها وأشجارها وكل ما فيها، الأرض كلها جميعا قبضته يوم القيامة، والسماوات على عظمها وسعتها مطويات بيمينه، قال الله - - عز وجل: { يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده } (الأنبياء: 104) .

قوله: { - سبحانه وتعالى - } . هذا تنزيه له عن كل نقص وعيب، ومما ينزه عنه هذه الأنداد، ولهذا قال: { وتعالى } ، أي: ترفع.

قوله: { عما يشركون } .أي: عن كل شرك يشركون به، سواء جعلوا الخالق كالمخلوق أو العكس.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام