باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
(تم) : هذا (( باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول ) )
التوحيد الخالص في القلب-بل أصل التوحيد-لا يجامع الاستهزاء بالله -جل وعلا- وبرسوله وبالقرآن؛ لأن الاستهزاء معارضة والتوحيد موافقة، ولهذا قال بعض أهل العلم: الكفار نوعان: معرضون كمن قال الله فيهم: { بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ } (الانبياء: من الآية24) ومعارضون وهم المجادلون، أو الذين يعارضون بأنواع المعارضات لأجل إطفاء نور الله ، ومن ذلك الاستهزاء ونحوه.
فالتوحيد استسلام وانقياد وقبول وتعظيم، والهُزْء والاستهزاء بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول معارضة؛ لأنه مناف للتعظيم؛ ولهذا كان كفرا أكبر بالله -جل وعلا-، إذ لا يصدر الاستهزاء بالله أو برسوله - صلى الله عليه وسلم - أو بالقرآن من قلب موحد أصلا، بل لا بد أن يكون إما منافقا أو كافرا مشركا.
(ق) : هذه الترجمة فيها شيء من الغموض، والظاهر أن المراد من هزل بشيء فيه ذكر الله مثل الأحكام الشرعية، أو هزل بالقرآن أو هزل بالرسول - صلى الله عليه وسلم -، فيكون معطوفا على قوله بشيء.
والمراد بالرسول هنا: اسم الجنس، فيشمل جميع الرسل، وليس المراد محمدا - صلى الله عليه وسلم -، فـ (أل) للجنس وليس للعهد.
قوله: (من هزل) . سخر واستهزأ ورآه لعبا ليس جدا.
ومن هزل بالله أو بآياته الكونية أو الشرعية أو برسله، فهو كافر، لأن منافاة الاستهزاء للإيمان منافاة عظيمة.
كيف يسخر ويستهزأ بأمر يؤمن به؟ فالمؤمن بالشيء لابد أن يعظمه وأن يكون في قلبه من تعظيمه ما يليق به.