باب ما جاء في حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى التوحيد وسَدِّه طرق الشرك
(تم) : النبي -عليه الصلاة والسلام- حَمَى وحرس جناب التوحيد، وحَمى حِمَى التوحيد، وسد كل طريق توصل إلى الشرك؛ فإن في سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- من الدلائل على قاعدة سد الذرائع ما يبلغ مائة دليل أو أكثر، وأعظم الذرائع التي يجب أن تسد ذرائع الشرك التي توصل إليه.
ومن تلك الذرائع: قول القائل: أنت سيدنا وابن سيدنا، وخيرنا وابن خيرنا، ونحو ذلك؛ فإن مثل هذه الأقوال فيها من التعظيم الذي لا يجوز أن يواجَه به بشر، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو سيد ولد آدم كما أخبر به -عليه الصلاة والسلام-، لكن كره المواجهة كما سيأتي.
فحماية النبي - صلى الله عليه وسلم - حِمى التوحيد، وسده طرق الشرك كان في جهة الاعتقادات، ومن جهة الأقوال والأفعال، فإذا تأملت سنته وما جاء في هذا الكتاب -كتاب التوحيد- وجدت أنه -عليه الصلاة والسلام- سد الباب في الاعتقادات الباطلة، وسد الباب في الأفعال الباطلة كقوله: (اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) .
وسد الباب -أيضا- في الأقوال التي توصل إلى الغلو المذموم، فقال: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله) وهذا الباب أيضا من ذلك في بيان حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - حِمى التوحيد فيما يتعلق بالقول الذي قد يتبعه اعتقاد.
(ق) : مناسبة الباب للتوحيد:
لما تكلم المؤلف رحمه الله فيما مضى من كتابه على إثبات التوحيد، وعلى ذكر ما ينافي كماله، ذكر ما يحمي هذا التوحيد، وأن الواجب سد طرق الشرك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ