فهرس الكتاب
الصفحة 573 من 1408

باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله

(تم) : الغلو في قبور الصالحين وسيلة من وسائل الشرك، بل قد يصل الغلو إلى أن يكون شركا بالله -جل وعلا- وأن يُصيَّر ذلك القبر وثنا يعبد، فالغلو درجات وقد تقدم في الأبواب قبله ذكر بعض صور هذا الغلو في القبور، وهنا بين أن الغلو يصل إلى أن تصير تلك القبور أوثانا تعبد من دون الله .

وإذا قلنا: إن الغلو هو مجاوزة الحد، فمعناه هنا في هذا الباب هو مجاوزة الحد في الصفة التي ينبغي أن يكون عليها القبر، إذ صفتها في الشرع واحدة، ولم يأت عن الشارع دليل في تمييز قبور الصالحين عن غيرهم، بل الوارد وجوب أن تتساوى من حيث الصفة فلا يفرق بين قبر صالح أو طالح، فالقبر إما أن يكون ظاهر مُسنَّماً، وإما أن يكون مربعا، وهذه الصورة من حيث الظاهر واحدة.

فنهي النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الكتابة على القبر أو تجصيصه أو رفعه في أنواع من السنن التي جاءت في أحكام القبور، إنما لأجل سد الطرق التي توصل إلى الغلو في قبور الصالحين.

فمجاوزة الحد في قبور الصالحين هي مجاوزة لما أمر الشارع أن تكون عليه القبور؛ لأن قبور الصالحين لا تختلف عن قبور غير الصالحين، فالغلو فيها يكون بالكتابة عليها، أو برفعها، أو بالبناء عليها، أو باتخاذها مساجد وكل هذا من الوسائل المؤدية إلى الشرك الأكبر ومن صور الغلو في قبور الصالحين، أن تُجعل وسيلة من الوسائل التي تقرب إلى الله -جل وعلا- أو أن يتخذ القبر أو من في القبر شفيعا لهم عند الله -جل وعلا- أو ينذر للقبر، أو يذبح له، أو يستشفع بترابه اعتقاداً أنه وسيلة عند الله -جل وعلا- ونحو ذلك من أنواع الشرك الأكبر بالله - تبارك وتعالى -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام