باب قوله تعالى:
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ الله أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله }
(البقرة: من الآية 165) - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(تم) : هذا الباب والأبواب التي بعده شروع من الإمام الشيخ a بن عبد الوهاب -رحمه الله - في ذكر العبادات القلبية وما يجب أن تكون عليه تلك العبادات من الإخلاص لله -جل وعلا-، فهذا في ذكر واجبات التوحيد ومكملاته وبعض العبادات القلبية، وكيف يكون إفراد الله -جل وعلا- بها.
ابتدأها بباب المحبة، وأن العبد يجب أن يكون الله -جل وعلا- أحب إليه من كل شيء حتى من نفسه، وهذه المحبة المراد منها محبة العبادة، وهي المحبة التي فيها تعلق بالمحبوب بما يكون معه امتثال للأمر رغباً إلى المحبوب واختيارا، واجتناب النهي رغبة واختيارا.
(ق) : جعل المؤلف رحمه الله تعالى الآية هي الترجمة، ويمكن أن يعنى بهذه الترجمة باب المحبة (1) .
وأصل الأعمال كلها هو المحبة، فالإنسان لا يعمل ألا لما يحب، إما لجلب منفعة، أو لدفع مضرة، فإذا عمل شيئا، فلأنه يحبه إما لذاته كالطعام، أو لغيره كالدواء.
وعبادة الله مبنية على المحبة، بل هي حقيقة العبادة، إذ لو تعبدت بدون محبة صارت عبادتك قشرا لا روح فيها، فإذا كان الإنسان في قلبهِ لله محبة الله وللوصول إلى جنته، فسوف يسلك الطريق الموصل إلى ذلك. ولهذا لما أحب المشركون آلهتهم توصلت بهم هذه المحبة إلى أن عبدوها من دون الله أو مع الله .
والمحبة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: محبة عبادة
(1) انظر منزلة المحبة في مدارج السالكين لابن القيم.