فهرس الكتاب
الصفحة 726 من 1408

باب ما جاء في الكهان ونحوهم

(تم) : (( باب ما جاء في الكهان ونحوهم ) )؛ هذا الباب أتى بعد أبواب السحر؛ لأن حقيقة عمل الكاهن أنه يستخدم الجن لإخباره بالأمور المغيبة، في الماضي أو الأمور المغيبة في المستقبل التي لا يعلمها إلا الله -- جل جلاله -- فالكاهن يجتمع مع الساحر في أن كلا منهما يستخدم الجن لغرضه ويستمتع بالجن لغرضه، ومناسبة الباب لكتاب التوحيد أن الكهانة استخدام للجن، واستخدام الجن كفر وشرك أكبر بالله -جل وعلا- لأن استخدام الجن في مثل هذه الأشياء، لا يكون إلا بأن يتقرب إلى الجن بشيء من العبادات، فالكهان لا بد لكي يُخدَمُوا بذكر الأمور المغيبة لهم - أن يتقربوا إلى الجني ببعض العبادات إما بالذبح أو الاستغاثة أو بالكفر بالله -جل وعلا- بإهانة المصحف أو بسب الله أو نحو ذلك من الأعمال الشركية الكفرية.

فالكهانة صنعة مضادة لأصل التوحيد، والكاهن مشرك بالله -جل وعلا-؛ لأنه يستخدم الجن ولا يمكن أن تخبره الجن بالمغيبات إلا إذا تقرب إليها بأنواع العبادات.

وكانت الكهانة منتشرة في بلاد العرب في الجزيرة وفي غيرها، والكهان أناس يُدَّعَى فيهم الولاية والصلاح وأن عندهم عِلم ما مضى أو عندهم علم المغيبات التي ستحدث للناس أو تحدث في الأرض ولهذا كانت العرب تعظم الكهان وتخاف منهم، وكانت تعطي الكاهن أجرا عظيما؛ لأجل ما يخبر عنه.

والكاهن كما ذكرنا لا يصل إلى حقيقة عمله بأن يخبر عن الأمور المغيبة إلا باستخدام الجن والتقرب إليهم التقربات الشركية فتستمتع الجن به من جهة ما صرف لها من العبادة ويستمتع هو بالجني من جهة ما يُخبره به من الأمور المغيبة.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام