باب ما جاء في الذبح لغير الله
(تم) : قول الشيخ -رحمه الله: باب: ما جاء في الذبح لغير الله ، الذبح معروف، وهو إراقة الدم. وقوله (لغير الله ) : يعني: متقربا به إلى غير الله ، أي ذبح لأجل غير الله ، والذبح فيه شيئان مهمان، وهما نكتة هذا الباب وعقدته.
الأول: الذبح بسم الله ، أو الذبح بالإهلال باسم ما.
والثاني: أن يذبح متقربا لما يريد أن يتقرب إليه؛ فإذا ثَمَّ تسمية، وثم القصد وهما شيئان.
أما التسمية فظاهر أن ما ذكر عليه اسم الله فإنه جائز كما قال الله تعالى { فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ الله عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ } (الأنعام: 118) ، وأن ما لم يذكر اسم الله عليه فهذا الذي أُهِلَّ لغير الله ، يعني: ذكر غير اسم الله عليه، فهذا مما أهل لغير الله به كما في قوله تعالى: { وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله } (البقرة: من الآية173) وقوله { وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ الله بِهِ } (المائدة: من الآية3) .
فالتسمية على الذبيحة من جهة المعنى استعانة، فإذا سمَّى الله: فإنه استعان في هذا الذبح بالله -جل وعلا-؛ لأن الباء في قولك: بسم الله يعني: أذبح متبركا ومستعينا بكل اسم لله -جل وعلا-، أو بالله -جل وعلا- الذي له الأسماء الحسنى.
فجهة التسمية إذاً جهة استعانة، وأما القصد فهذه جهة عبودية، ومقاصد فمن ذبح باسم الله لله كانت الاستعانة بالله، والقصد من الذبح أنه لوجه الله ، تقرب لله -جل وعلا- فصارت الأحوال عندنا أربعة:
1.أن يذبح باسم الله ، لله، فهذا هو التوحيد.
2.أن يذبح باسم الله لغير الله ، وهذا شرك في العبادة.
3.أن يذبح باسم غير الله لغير الله ، وهذا شرك في الاستعانة، وشرك في العبادة -أيضا-.
4.أن يذبح بغير اسم الله ، ويجعل الذبيحة لله، فهذا شرك في الربوبية.