فهرس الكتاب
الصفحة 897 من 1408

باب قوله تعالى:

{ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ الله فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ }

(الأعراف: 99) .

(تم) : هذا باب قول الله تعالى: { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ الله فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } (الأعراف: 99) وقوله: { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ } (الحجر: من الآية56)

هذا الباب عقده المؤلف للآيتين جميعا لاتصالهما، والمراد بهذا الباب بيان أن الجمع بين الخوف والرجاء واجب من واجبات الإيمان، ولا يتم التوحيد إلا بذلك، فعدم الجمع بين الخوف والرجاء منافٍ لكمال التوحيد.

فالواجب على العبد أن يجعل خوفه مع الرجاء، وأن يجعل رجاءه مع الخوف، وأن لا يأمن المكر، كما لا يقنط من رحمة الله -جل وعلا-.

(ق) : هذا الباب اشتمل على موضوعين:

الأول: الأمن من مكر الله .

والثاني: القنوط من رحمة الله ، وكلاهما طرفا نقيض.

واستدل المؤلف بقوله تعالى: { أفأمنوا } .

الضمير يعود على أهل القرى، لأن ما قبلها قوله تعالى: أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ - أو أمن أهل القرى أن يأتيهم باسنا ضحى وهم يلعبون - أَفَأَمِنُوا مَكْرَ الله فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (الأعراف: 97- 99) .

فقوله: { وهم نائمون } يدل على كمال الأمن لأنهم في بلادهم، وأن الخائف لا ينام، وقوله: { ضحى وهم يلعبون } يدل على كمال الأمن والرخاء وعدم الضيق، لأنه لو كان عندهم ضيق في العيش لذهبوا يطلبون الرزق والعيش وما صاروا في الضحى - في رابعة النهار - يلعبون.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام