فهرس الكتاب
الصفحة 1333 من 1408

باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه - صلى الله عليه وسلم -

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله تعالى:

{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ الله إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ الله عَلَيْكُمْ كَفِيلاً }

(النحل: الآية91)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(ق) : قوله: (ذمة الله وذمة نبيه) .

الذمة: العهد، وسمي بذلك، لأنه يلتزم به كما يلتزم صاحب الدين بدينه في ذمته.

والله له عهد على عباده: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.

وللعباد عهد على الله وهو: لا يعذب من لا يشرك به شيئا، قال الله تعالى: { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا } ، فهذا عهد الله عليهم، ثم قال: { لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار } (المائدة: 12) ، وهذا عهدهم على الله .

وقال تعالى: { وأفوا بعهدي أوف بعهدكم } (البقرة: 40) وللنبي - صلى الله عليه وسلم - عهد على الأمة، وهو أن يتبعوه في شريعته ولا يبتدعوا فيها، وللأمة عليه عهد وهو أن يبلغهم ولا يكتمهم شيئا.

وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ما من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما هو خير (1) .

والمراد بالعهد هنا: ما يكون بين المتعاقدين في العهود كما كان بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل مكة في صلح الحديبية.

قوله تعالى: { وأوفوا } . أمر الرباعي من أوفى يوفي، والإيفاء إعطاء الشيء تاما، ومنه إيفاء المكيال والميزان.

(1) مسلم: كتاب الأمارة / باب وجوب الوفاء ببيعه الخليفة الأول فالأول، حديث (1844) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام