باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه - صلى الله عليه وسلم -
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله تعالى:
{ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ الله إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ الله عَلَيْكُمْ كَفِيلاً }
(النحل: الآية91)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ق) : قوله: (ذمة الله وذمة نبيه) .
الذمة: العهد، وسمي بذلك، لأنه يلتزم به كما يلتزم صاحب الدين بدينه في ذمته.
والله له عهد على عباده: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.
وللعباد عهد على الله وهو: لا يعذب من لا يشرك به شيئا، قال الله تعالى: { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا } ، فهذا عهد الله عليهم، ثم قال: { لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار } (المائدة: 12) ، وهذا عهدهم على الله .
وقال تعالى: { وأفوا بعهدي أوف بعهدكم } (البقرة: 40) وللنبي - صلى الله عليه وسلم - عهد على الأمة، وهو أن يتبعوه في شريعته ولا يبتدعوا فيها، وللأمة عليه عهد وهو أن يبلغهم ولا يكتمهم شيئا.
وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ما من نبي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما هو خير (1) .
والمراد بالعهد هنا: ما يكون بين المتعاقدين في العهود كما كان بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهل مكة في صلح الحديبية.
قوله تعالى: { وأوفوا } . أمر الرباعي من أوفى يوفي، والإيفاء إعطاء الشيء تاما، ومنه إيفاء المكيال والميزان.
(1) مسلم: كتاب الأمارة / باب وجوب الوفاء ببيعه الخليفة الأول فالأول، حديث (1844) .