قوله: { بعهد الله } . يصلح أن يكون من باب إضافة المصدر إلى فاعله أو إلى مفعوله، أي: بعهدكم الله ، أو بعهد الله إياكم، لأن الفعل إذا كان على وزن فاعل اقتضى المشاركة من الجانبين غالبا، مثل: قاتل ودافع.
قوله: { إذا عاهدتم } . فائدتها التوكيد والتنبيه على وجوب الوفاء، أي: إذا صدر منكم العهد، فإنه لا يليق منكم أن تدعوا الوفاء، ثم أكد ذلك بقوله: { ولا تنقضوا الإيمان } . نقض الشيء هو حل إحكامه، وشبه العهد بالعقدة، لأنه عقد بين المتعاهدين.
قوله: { بعد توكيدها } . توكيد الشيء بمعنى تثبيته، والتوكيد مصدر وكّد، يقال: وكّد الأمر وأكده تأكيدا وتوكيدا، والواو أفصح من الهمزة.
قوله: { وقد جعلتم الله لكم كفيلا } . الجملة حالية فائدتها قوة التوبيخ أنه جعل الله عليه كفيلاً.
قوله: { إن الله يعلم ما تفعلون } . ختم الله الآية بالعلم تهديدا عن نقض العهد، لأن الإنسان إذا علم بأن الله يعلم كل ما يفعله، فإنه لا ينقض العهد.
ومناسبة الآية للترجمة واضحة جدا، لأن الله قال: { أوفوا بعهد الله } ، وقال: { وقد جعلتم الله عليكم كفيلا } . والعهد: الذمة.
ومناسبة الباب للتوحيد: أن عدم الوفاء بعهد الله تنقص له، وهذا مخل بالتوحيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ