فهرس الكتاب
الصفحة 1177 من 1408

باب لا يقال: السلام على الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الصحيح عن ابن مسعود - رضي الله عنه -، قال:

كنا إذا كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، قلنا: السلام على الله من عباده، السلام على فلان وفلان فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: [لا تقولوا: السلام على الله ، فإن الله هو السلام] (1)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(تم) : مناسبة هذا الباب للباب الذي قبله: أن ترك قول (السلام على الله ) هو من تعظيم الأسماء الحسنى، ومن العلم بها، ذلك أن السلام هو الله -- جل جلاله -- والسلام من أسمائه - سبحانه وتعالى -، فهو المتصف بالسلامة الكاملة من كل نقص وعيب، وهو المنزه والمبعد عن كل آفة أو نقص وعيب، فله الكمال المطلق في ذاته، وصفاته الذاتية، وصفاته الفعلية -جل وعلا-.

والسلام في أسماء الله معناه -أيضا- الذي يعطي السلامة ويرزقها، وأثر هذا الاسم في ملكوت الله أن كل سلامة في ملكوت الله من كل شر يؤذي الخلق فإنها من آثار هذا الاسم، فإنه لكون الله -جل وعلا- هو السلام فإنه يفيض السلامة على العباد.

إذا كان كذلك فالله -- جل جلاله -- هو الذي يفيض السلامة، وليس العباد هم الذين يعطون الله السلامة، فإن الله -جل وعلا- هو الغني عن خلقه، بالذات، والعباد فقراء بالذات، قال تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إلى الله وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } (فاطر: 15) ، فالعبد هو الذي يُعطَى السلامة، والله -جل وعلا- هو الذي يُسلِّم.

(1) البخاري: كتاب الأذان / باب التشهد في الآخرة، حديث (831) ، ومسلم: كتاب الصلاة /باب التشهد في الصلاة، حديث (402) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام