فهرس الكتاب
الصفحة 13 من 1408

[الحمد لله الذي بعث عباده المرسلين بتوحيده، وأقام بهم الحجة على عبيده، فاتفقوا أولهم وآخرهم على توحيده وتفريده، ونبذ الشرك وتنديده، وأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون ما سواه، وعبادة غيره -كائناً من كان- باطلة ،فإنه ما عبد غير الله إلا بالبغي ،والظلم ،والعدوان.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تأكيدا بعد تأكيد، لبيان مقام التوحيد ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين، أما بعد.

فهذا الكتاب -كتاب التوحيد- من مؤلفات الإمام المصلح المجدد شيخ الإسلام والمسلمين محمد بن عبد الوهاب وهو-رحمه الله- غني عن التعريف؛ لما جعل الله -جل وعلا- لدعوته من أثر ظاهر النفع في جميع أنحاء الأرض شرقاً وغرباً جنوباً وشمالاً، ولا غرو في ذلك فإن دعوته -رحمه الله- إحياء لدعوة محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

وكتاب التوحيد -الذي نحن الآن بصدد شرحه- كتاب عظيم جدا ، أجمع علماء التوحيد على أنه لم يُصَنَّف في الإسلام في موضوعه مثلُه، فهو كتاب وحيد وفريد في بابه لم ينسج على منواله مثله ؛ لأن المؤلف -رحمه الله- طرق في هذا الكتاب مسائل توحيد العبادة، وما يضاد ذلك التوحيد ،من أصله أو ما يضاد كماله، فامتاز الكتاب بسياق أبواب توحيد العبادة مفصلة، مدللة، وعلى هذا النحو ،بتفصيل ،وترتيب وتبويب لمسائل التوحيد ،لم يوجد من سبق الشيخ إلى ذلك فحاجة طلاب العلم إليه ، وإلى معرفة معانيه ماسة، لما اشتمل عليه من الآيات والأحاديث، والفوائد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام