فهرس الكتاب
الصفحة 1216 من 1408

باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة

(تم) : هذا باب (لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة) ومناسبته لكتاب التوحيد ظاهرة في أن تعظيم صفات الله جل وعلا - الذاتية والفعلية من تحقيق التوحيد، ومن كمال الأدب والتعظيم لله -جل وعلا-.

فإن تعظيم الله -- جل جلاله --، وتعظيم أسمائه، وصفاته، يكون بأمور كثيرة منها: ألا يسأل بوجه الله أو بصفات الله -- جل جلاله -- إلا المطالب العظيمة، التي أعلاها الجنة.

(ق) : مناسبة هذا الباب للتوحيد: أن فيه تعظيم وجه الله - - عز وجل - -، بحيث لا يسأل به إلا الجنة.

قوله: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة) . اختلف في المراد بذلك على قولين:

القول الأول: أن المراد: لا تسألوا أحدا من المخلوقين بوجه الله ، فإذا أردت أن تسأل أحدا من المخلوقين، فلا تسأله بوجه الله ، لأنه لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، والخلق لا يقدرون على إعطاء الجنة، فإذا لا يسألون بوجه الله مطلقا، ويظهر أن المؤلف يرى هذا الرأي في شرح الحديث، ولذلك ذكره بعد (باب لا يرد من سأل بالله) .

القول الثاني: أنك إذا سألت الله ، فإن سألت الجنة وما يستلزم دخولها، فلا حرج أن تسأل بوجه الله ، وإن سالت شيئا من أمور الدنيا، فلا تسأله بوجه الله ، لأن وجه الله أعظم من أن يسأل به لشي من أمور الدنيا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام