فهرس الكتاب
الصفحة 1013 من 1408

باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات

(تم) : هذا الباب ترجم له إمام هذه الدعوة بقوله (باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات) يعني: وما يلحقه من الذم، وأن جحد شيء من الأسماء والصفات مناف لأصل التوحيد، ومن خصال الكفار والمشركين.

وقد ذكرنا -فيما سبق- أن توحيد الإلهية عليه براهين، ومن براهينه توحيد المعرفة والإثبات، وهو توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، فمن أدلة توحيد الألوهية توحيد الربوبية، كما سبق في باب قول الله -تعالى-: { أَيُشْرِكُونَ مَا لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } (الأعراف: 191) وكذلك توحيد الأسماء والصفات برهان على توحيد الألوهية، ومن حصل عنده ضلال في توحيد الأسماء والصفات، فإن ذلك سيتبعه ضلال في توحيد الألوهية، ولهذا تجد أن المبتدعة الذين ألحدوا في أسماء الله وفي صفاته من هذه الأمة، من الجهمية والمعتزلة والرافضة والأشاعرة والماتريدية، ونحو هؤلاء تجد أنهم لما انحرفوا في باب توحيد الأسماء والصفات، لم يعلموا حقيقة معنى توحيد الإلهية، ففسروا الإله بغير معناه، وفسروا [لا إله إلا الله ] بغير معناها الذي دلت عليه اللغة، ودل عليه الشرع، وكذلك لم يعلموا متعلقات الأسماء والصفات، وآثارها في ملك الله -جل وعلا- وسلطانه؛ لهذا عقد الشيخ -رحمه الله - هذا الباب لأجل أن يبين أن تعظيم الأسماء والصفات من كمال التوحيد، وأن جحد الأسماء والصفات مناف لأصل التوحيد، فالذي يجحد اسما سمى الله به نفسه، أو سماه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - وثبت ذلك عنه وتيقنه، فإنه يكون كافرا بالله -جل وعلا- كما قال -سبحانه- عن المشركين: { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } (الرعد: من الآية30)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام