فهرس الكتاب
الصفحة 1292 من 1408

باب ما جاء في المصورين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: قال تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة.أخرجاه (1) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(ق) : قوله: (باب ما جاء في المصورين) . يعني: من الوعيد الشديد.

ومناسبة هذا الباب للتوحيد: أن في التصوير خلقا وإبداعا يكون به المصور مشاركا لله تعالى في ذلك الخلق والإبداع.

قوله في الحديث: (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي) . ينتهي سند هذا الحديث إلى الله - - عز وجل - - ويسمى حديثا قدسيا، وسبق الكلام عليه في باب فضل التوحيد وما يكفر الذنوب

قوله (ومن أظلم) . (من) : اسم استفهام والمراد به النفي، أي لا أحد أظلم، وإذا جاء النفي بصيغة الاستفهام كان أبلغ من النفي المحض، لأنه يكون مشربا معنى التحدي والتعجيز.

فإن قيل: كيف يجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } (البقرة: 114) ، وقوله: { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا } (الأنعام: 21) وغير ذلك من النصوص؟

فالجواب من وجهين:

الأول: أن المعنى أنه مشتركة في الأظلمية، أي أنها في مستوى واحد في كونها في قمة الظلم.

الثاني: أن الأظلمية نسبية، أي لا أحد أظلم من هذا في نوع هذا العمل لا في كل شيء، فيقال مثلا: من أظلم في مشابهة أحد في صنعه ممن ذهب يخلق كخلق الله ، ومن أظلم في منع حق ممن منع مساجد الله ، ومن أظلم في افتراء الكذب ممن افترى على الله كذبا.

قوله: (يخلق) . حال من فاعل ذهب، أي: ممن ذهب خالقا.

والخلق في اللغة: التقدير، قال الشاعر:

(1) البخاري: كتاب اللباس/ باب نقض الصور، حديث (5953) ، ومسلم: كتاب اللباس والزينة / باب تحريم تصوير صورة الحيوان، حديث (2111) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام