فهرس الكتاب
الصفحة 943 من 1408

باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

(ف) : قال المصنف رحمه الله تعالى: (باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا)

فإن قيل: فما الفرق بين هذه الترجمة وبين ترجمة الباب قبله؟

قلت: بينهما عموم وخصوص مطلق، يجتمعان في مادة، وهو ما إذا أراد الإنسان بعمله التزين عند الناس والتصنع لهم والثناء، فهذا رياء كما تقدم بيانه، كحال المنافقين. وهو أيضاً إرادة الدنيا بالتصنع عند الناس، وطلب المدحة منهم والإكرام. ويفارق الرياء بكونه عمل عملاً صالحاً، أراد به عرضاً من الدنيا، كمن يجاهد ليأخذ مالاً، كما في الحديث"تعس عبد الدينار" (1) أو يجاهد للمغنم أو غير ذلك من الأمور التي ذكرها شيخنا عن ابن عباس - رضي الله عنه - وغيره من المفسرين في معنى قوله تعالى: ' 11: 15 ' { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها } .

وأراد المصنف رحمه الله بهذه الترجمة وما بعدها أن العمل لأجل الدنيا شرك ينافي كمال التوحيد الواجب، ويحبط الأعمال، وهو أعظم من الرياء، لأن مريد الدنيا قد تغلب إرادته تلك على كثير من عمله، وأما الرياء فقد يعرض له في عمل دون عمل، ولا يسترسل معه، والمؤمن يكون حذراً من هذا وهذا.

(ق) : قوله: (من الشرك) . (من) للتبعيض، أي: بعض الشرك.

قوله (الدنيا) . مفعول بإرادة، لأن إرادة المصدر مضاف إلى فاعله، وإذا أردت أن تعرف المصدر إن كان مضافا إلى فاعله أو مفعوله، فحوله إلى فعل مضارع مقرون بأن، فإذا قلنا: باب من الشرك أن يريد الإنسان بعمله الدنيا، فالإنسان فاعل، وعلى هذا، فإرادة مصدر مضاف إلى فاعله، والدنيا مفعول به.

وعنوان الباب له ثلاثة احتمالات:

(1) جزء من حديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد: ،حديث (2887) ، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام