فهرس الكتاب
الصفحة 1195 من 1408

باب لا يقول: عبدي وأمتي

(تم) : هذا الباب مع الأبواب قبله وما بعده كلها في تعظيم ربوبية الله -جل وعلا-، وتعظيم أسماء الله -جل وعلا- وصفاته؛ لأن تعظيم ذلك من كمال التوحيد، وتحقيق التوحيد لا يكون إلا بأن يعظَّم الله -جل وعلا- في ربوبيته، وفي إلهيته، وفي أسمائه وصفاته.

فتحقيق التوحيد لا يكون إلا بالاحتراس من الألفاظ التي يكون فيها إساءة أدب مع ربوبية الله -جل وعلا-، أو مع أسماء الله -جل وعلا- وصفاته؛ ولهذا عقد المؤلف هذا الباب فقال: باب لا يقول: (( عبدي وأمتي ) ).

عبودية البشر لله جل وعلا- عبودية حقيقة، وإذا قيل هذا عبد الله فهو عبد لله -جل وعلا- إما قهرا أو اختيارا، فكل من في السماوات والأرض عبد لله -جل وعلا- كما قال -جل وعلا-: { إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً - لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً - وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً } (مريم: 93-95) ، فعبودية الخلق لله -جل وعلا- ظاهرة؛ لأنه هو الرب، وهو المتصرف، وهو خالق الخلق، وهو المدبر لشيئونهم، فالله -جل وعلا- هو المتفرد بذلك سبحانه.

فإذا قال الرجل لرقيقه: هذا عبدي، وهذه أمتي. كان في نسبة عبودية أولئك له، وهذا فيه منافاة لكمال الأدب الواجب مع الله -جل وعلا-؛ ولهذا كان هذا اللفظ غير جائز عند كثير من أهل العلم، ومكروه عند طوائف آخرين، وسبب النهي عن لفظ"عبدي، وأمتي"ما ذكرنا من وجوب تعظيم الربوبية، وعدم انتقاص عبودية الخلق لله -جل وعلا -.

(ق) : هذه الترجمة تحتمل كراهة هذا القول وتحريمه، وقد اختلف العلماء في ذلك وسيأتي التفصيل فيه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام