فأمور الآخرة تسأل بوجه الله ، كقولك مثلا: أسألك بوجهك أن تنجيني من النار، والنبي - صلى الله عليه وسلم - استعاذ بوجه الله لما نزل قوله تعالى: { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } ، قال: أعوذ بوجهك، { أو من تحت أرجلكم } ، قال: أعوذ بوجهك، { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } (الأنعام: 65) قال: هذه أهون أو أيسر) (1) .
ولو قيل: إنه يشمل المعنيين جميعا، لكان له وجه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة) . رواه أبو داود (2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (بوجه الله ) . فيه إثبات الوجه لله - - عز وجل - -، وهو ثابت بالقرآن والسنة وإجماع السلف، فالقرآن في قوله تعالى: { كل شيء هالك إلا وجهه } (القصص: 88) ، وقوله تعالى: { والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم } (الرعد: 22) والآيات كثيرة.
والسنة كما في الحديث السابق: (أعوذ بوجهك) .
واختلف في هذا الوجه الذي أضافه الله إلى نفسه: هل هو وجه حقيقي، أو أنه وجه يعبر به عن الذات وليس لله وجه بل له ذات، أو أنه يعبر به عن الشيء الذي يراد به وجهه وليس هو الوجه الحقيقي، أو أنه يعبر به عن الجهة، أو أنه يعبر به عن الثواب؟.
(1) البخاري: كتاب التفسير / باب قوله تعالى { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ…... } (الأنعام: من الآية65)
(2) أبو داوود: كتاب الزكاة / باب كراهية المسالة بوجه الله تعالى، حديث (1671) وضعفه الشيخ الألباني كما في المشكاة (1977) .