الرابعة عشرة: التصريح بأنها أعلى من المحبة، ودليل ذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحب أبا بكر، وكان أحب الناس إليه؛ فأثبت له المحبة، ونفى عنه الخلة؛ فدل هذا على أنها أعلى من المحبة، ، والتصريح ليس من هذا الحديث فقط، بل بضمه إلى غيره؛ فقد ورد من حديث آخر أنه صرح: (بأن أبا بكر أحب الرجال إليه) (1) ، ثم قال هنا: (لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً؛ لاتخذت أبا بكر خليلاً) فدل على أن الخلة أعلى من المحبة.
الخامسة عشرة: التصريح بأن الصديق أفضل الصحابة، تؤخذ من قوله - صلى الله عليه وسلم: (ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً؛ لاتخذت أبا بكر خليلاً) ، فلو كان غيره أفضل منه عند النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لكان أحق بذلك.
ومن المسائل الهامة أيضاً:
أن الأفضلية في الإيمان والعمل الصالح فوق الأفضلية بالنسب؛ لأننا لو راعينا الأفضلية بالنسب؛ لكان حمزة بن عبدالمطلب والعباس رضي الله عنهما أحق من أبي بكر في ذلك، ومن ثم قدم أبو بكر - رضي الله عنه - على علي بن أبي طالب وغيره من آل النبي - صلى الله عليه وسلم -.
السادسة عشرة: الإشارة إلى خلافته، لم يقل التصريح، وإنما قال: الإشارة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل: إن أبا بكر هو الخليفة من بعده، لكن لما قال: (لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً؛ لاتخذت أبا بكر خليلاً) علم أنه - رضي الله عنه - أولى الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فيكون أحق الناس بخلافته.
(1) البخاري: كتاب المناقب/ باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (( لو كنت متخذاً خليلاً ) ) (3662) ، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة / باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه (2384) .