(ف) : قال العماد ابن كثير رحمه الله تعالى: يقول تعالى: ما قدر المشركون الله حق قدره حتى عبدوا معه غيره، وهو العظيم الذي لا أعظم منه، القادر على كل شيئ المالك لكل شيئ، وكل شيئ تحت قهره وقدرته. قال مجاهد: نزلت في قريش. وقال السدى: ما عظموه حق عظمته. وقال a بن كعب: لو قدروه حق قدره ما كذبوه. وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم فمن آمن أن الله على كل شيئ قدير، فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر الله حق قدره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا a! إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء على إصبع، والثرى على إصبع، وسائر الخلق على إصبع، فيقول: أنا الملك. فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه، تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم: { وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } (1) الآية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ق) : قوله (حبر) . الحبر هو العالم الكثير العلم، والحبر يشابه البحر في اشتقاق الحروف، ولهذا كان العالم أحيانا يسمى بالحبر وأحيانا بالبحر.
قوله: (إنا نجد) أي: في التوراة.
(1) البخاري: كتاب تفسير القرآن / باب قوله تعالى { وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِهِ } ، حديث (4811) ، مسلم: كتاب صفة القيامة والجنة والنار، حديث (2786) ، والترمذي، كتاب صفة جهنم، حديث (2595) .